قال ابن القيم : التقوى ثلاث مراتب :حمية القلب والجوارح عن الآثام والمحرمات.
حميتها عن المكروهات .
الحمية عن الفضول وعما لا يعنى .
وقد كان السلف الصالح يتقون بعض المباحات خشية الوقوع في المحرمات , فيجعلون التقوى حائلا منيعا من الوقوع فيما حرم الله , قال الحسن البصري : ما زالت التقوى بالمتقين حتى تركوا كثيرا من الحلال مخافة الحرام "
وللتقوى ثمرات عظيمة:تحقق معية الله
قال تعالى :
( إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ ﴿128﴾).
النحل
حصول محبة اللهقال تعالى :
(إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ ﴿4﴾).
التوبة
دوام المحبة بين المتقينقال تعالى :
(الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ ﴿67﴾).
الزخرف
تيسير الأمور
قال تعالى :
(وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا ﴿4﴾).
الطلاق
الانتفاع بالقرآنقال تعالى :
(ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛفِيهِ ۛهُدًى لِلْمُتَّقِينَ ﴿2﴾).
البقرة
الفلاح
قال تعالى :
(وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴿189﴾).
آل عمران
الوقاية من الخوف والحزنقال تعالى :
(فَمَنِ اتَّقَىٰ وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿35﴾).
الأعراف
قبول العملقال تعالى :
(إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ﴿27﴾).
المائدة
مقعد الصدققال تعالى :
(إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ ﴿54﴾
فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ ﴿55﴾).
القمر
الحفظ من كيد الأعداءقال تعالى :
(وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا ۗ .. ﴿120﴾).
آل عمران
غفران الذنوبقال تعالى :
(وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا ﴿5﴾).
الطلاق
حصول الرزققال تعالى :
(وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا ﴿2﴾
وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ۚ.. ﴿3﴾).
الطلاق
الفرقان بين الحق والباطلقال تعالى :
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا
وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ﴿29﴾)
الأنفال
الحفظ من وساوس الشيطانقال تعالى :
(إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا
فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ ﴿201﴾).
الأعراف
النجاة من النارقال تعالى :
(وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا ۚ كَانَ عَلَىٰ رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا ﴿71﴾
ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا ... ﴿72﴾).
مريم
دخول الجنةقال تعالى :
(تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيًّا ﴿63﴾).
مريم
وللتقوى طرق إذا سلكها العبد أوصلته إليها:أداء الفرائضقال تعالى :
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ
وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴿21﴾)
البقرة
مجاهدة النفسقال تعالى :
(وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ ﴿17﴾)
محمد
الدعاء
(وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ﴿74﴾)
الفرقان
وكان رسول الله يدعو
" آت نفسي تقواها وزكها أنت خير من زكاها
أنت وليها ومولاها"
رواه مسلم.
إتباع الحققال تعالى :
(وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ
فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ۚذَٰلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴿153﴾)
الأنعام
تلاوة القرآن
(وَكَذَٰلِكَ أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ
لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا ﴿113﴾).
طه
وثمة أمور لا تنافى التقوى ولا تمنع الإتصاف بها :
مقارفة الصغائر مع عدم الإصرار عليها .
الوقوع في الكبائر أحيانًا مع التوبة والإقلاع عنها , قال تعالى في وصف المتقين (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَىٰ مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴿135﴾). آل عمران
الاستمتاع بالمباحات وملذات الدنيا .
والحاصل أن من لزم الطاعة وغلب عليه امتثال الأوامر واجتناب النواهي وكان ظاهره السلامة من الآثام دخل في عداد أهل التقوى واتصف بها ولو قارف صغيره أو ألم بكبيرة أو توسع في مباح كما دل الشرع على ذلك , ولا يكاد أحد يسلم من هذا حتى الصديقين والصالحين .
والفرق بين المتقي وغيره أن المتقي وقاف عند حدود الله رجاع للحق إذا حصل منه تقصير سريع الإنابة من الغي إلى الرشد لا يغتر بحلم الله ولا يأمن مكره، وهكذا كان حال الصحابة ، أما الفاجر فعاكف على شهوته ملازم للغفلة بعيد عن التوبة لا يقيم لحدود الله شأنا ولا يرفع بالموعظة رأسا عبدًا للدنيا كأنه مخلدًا فيها.
ومما يعين على تحصيل التقوى :
أولا
التعرف على الله بأسمائه الحسنى وصفاته وتصور عظمته وإحاطة علمه وعظيم سلطانه وقهره وملكوته , فإذا تصور العبد ذلك أورثه الخشية والإنابة ولزوم الطاعة.
ثانيا
معرفة عذاب الله وعقابه وآثار سخطه وغضبه ونقمه ومقتهوالتعرف على تفاصيل ذلك في الكتاب والسنة فإذاتفكر العبد في ذلك أورث عنده مقام المراقبة والمشاهدة والمحاسبة .
ثالثا
التدبر في نعيم أهل التقوى وما أعده الله لهم من المنازل والسرور والحبور والقصور فإذا تدبر العبد ذلك أقبل علىالطاعة وعظم عنده الرجاء والطمع في رحمة الله.
رابعا
النظر في سير المتقين السابقين وصحبة الصالحين وملازمتهم فإن العبد إذا لازم أهل التقوى تأثر بهم واهتدىبطريقتهم.
خامسا
حبس النفس على فعل الخيرات ومجاهدتها على ترك السيئات فان النفس إذا قسرت على الخير وفطمت عن الشر شق ذلك عليهاأول الأمر ثم ألفته بعد ذلك وصار عادة لها .
سادسا
الفرار من أصحاب السوء وأهل المجون والابتعاد عن بيئة الفساد وأماكن الفتنة , فان المرء يتأثر غالبا بالشر ويألف المعصية والنفس داعية للعصيان واتباع الشهوات محبب لها.